كيف تغلبت المعارض في مصرعلي أزمه كورونا
رئيس التحرير … عمرو محمود
لا شك في أن إلغاء المعرض يشكل حدثاً في قطاع يوفر أكثر من 1.3 مليون وظيفة، وتبلغ نفقاته المباشرة نحو 137 مليار يورو، وفقاً لمنظمة «يو إف آي» التي تجمع منظمي المعارض العالمية، وتنظم نحو 32 ألف حدث مماثل في العالم سنويا
فمنذ عام تحديدا لا يوجد اخبار بهذا القطاع الا الالغاء والتاجيل لاحداث دوليه ومحليه وخسائر يوميا لهذا القطاع الاقتصادي الكبير في العالم اجمع , واصبح الوضع محرجا بالنسبة إلى العارضين الذين حجزوا الفندق أو تذكرة الطائرة أو القطار. فهذه التكاليف لا تُعوض. وكان من الصعب تقييم الخسارات التي تتحملها المدن التي تستضيف المعارض اما بالنسبه لمقدمي الخدمات الذين يبنون الاجنحه للعارضين او يقدموا خدمات خاصه فقد تسبب ذلك لهم في فجوة كبيره لطلبات الشراء وأغلق البعض شركاته او تم تحويل نشاط العمل
وحسب التقارير فإن الخسارة التي حدثت بسبب الإلغاءات وصلت إلى مليارات الدولارات والكثير من الشركات وقفت أمام مسألة كيف بإمكانها تجاوز الشهور المقبلة
لن اتحدث اليوم عن الخسائر ولكن سأنقل لحضراتكم التجربه المصريه وكيف تجاوزت مصر الازمه
في البدايه يجب ان تعلم عزيزي القارئ المخاطرة الكبيرة التي وقعت علي عائق الدوله والشركات المنظمه فماذا سيحدث لو اصيب العارضين او الزائرين ؟ ماذا سيحدث لو لم يأتي الزوار الي فاعليات المعرض ؟ ماذا سيحدث ان لم يشترك العارضين خوفا من الخسائر وعدم تحقيق الاهداف التسويقيه من الاشتراك بالمعرض ؟ اسأله كثيرة ولكن كان في مقابلها شجاعه ومخاطرة كبيرة ايضا
في البدايه تم ايقاف النشاط بالكامل في مصر منذ شهر مارس 2020 وعلي مدار 6 شهور كامله لم يكن هناك اي احد يجرء علي اتخاذ هذة المخاطرة ولكن كان لشعبه المعارض الدوليه بمصررأي اخر وهي الكيان الذي يجمع كبار منظمي المعارض بمصر واحد الجهات الحكوميه تابع لوزارة الصناعه وغرفه الطباعه وبعد اجتماعات كثيرة بين كل الاطراف ومؤسسات الرئاسه كان القرار الحاسم بعودة النشاط وتنفيذ لائحه قويه جدا تضمن سلامه الجميع وعدم اصابه اي من العمال او المنظمين او العارضين او الزائرين
وجدير بالذكر الموقف الانساني في خلال شهور التوقف عن العمل بأنشاء صندوق المعارض الخيري من الساده منظمي المعارض وتم التكفل ب اكثر من الف اسرة من العاملين المؤقتين والعماله اليوميه في هذا القطاع وقد كان لي عظيم الشرف بالاشراف علي هذا الصندوق وخدمه جميع العاملين
وضعت جميع المراكز اللوائح المنظمه للعمل من تباعد اجتماعي او تعقييم كامل وبدأت السيطرة الكامله بأشراف متخصصين في المجال وتم الاستعانه بأكبر شركات ادارة المعارض بمصر ( اكسبو تك ) للعمل علي ادارة جديدة تحت مسمي ادارة العمليات الوقائيه
وتم وضع خطه محكمه للسيطرة علي الوباء وعمل معارض امنه فبدأت التنفيذ من اول المراحل وهي رسم البلان داخل المعرض وتحقيق اكبر نسبه للتباعد في ممرات السير او بين الاجنحه المشاركه ثم يتم تطبيق الرسم مع تخطيط المعرض وتبدأ بعد دلك مرحله بناء المعرض ليقوم الفريق المتخصص تحت اشراف مركز مصر ومركز القاهرة بمتابعه جميع العاملين خلال مرحله البناء منذ دخول السيارات التي تحمل المعدات او العاملين المترجلين الي المتابعه داخل القاعات فيتم تأكيد لبس الكمامات الطبيه وقياس درجات حرارة الجميع بلا استثناء وتوزيع المطهرات بصفه دوريه والحرص علي التباعد بين الجميع
كان يتم تعقييم السيارات بالكامل عند دخول القاعات اكثر من الفان سيارة يوميا وتعقيم الافراد اكثر من 5 الاف عامل يوميا وتعقيم الصالات يوميا بطريقتين البخار او مضخات المعقمات نعم كل هذا العمل كان مرهق للجميع وخصوصا مع صعوبه لبس الكمامات الطبيه لكثير من العاملين فالعامل لم يكن يلتزم في بدايه الامر ولكن مع مرور الوقت بدأ الاتزام من الجميع
وتنتهي مرحله البناء لتأتي مرحله العرض فنجد ان الممرات اصبحت لا تقل عن 4 متر مما يسمح بسهوله الحركه بين الزاءرين وتقليل عدد السادة العارضين كلا علي حسب مساحه الجناح الخاص به ويبدأ دخول جميع العارضين والزائرين الي المعرض بنفس الاجراءات قياس درجات الحرارة للجميع سواء بأستخدام كاميرات الحرارة او الاجهزة الخاصه توزيع الكمامات المجانيه علي الجميع انتشار ستندات التعقيم داخل الصالات فريق مخصص للمرور بصفه دوريه للحرص علي اتباع التعليمات والتباعد الاجتماعي تعقييم المعرض في اثناء العرض وبعد الاغلاق يوميا الحرص علي نظافه الاجنحه ودورات المياه بالمطهرات توفير كل الادوات اللازمه للجميع عدم تبادل الكروت باليد استخدام الشركات للتكولجيا لتسجيل الزائرين استخدام التكنولجيا لمعرفه عدد الزائرين داخل الصاله واغلاق الزيارة في حاله تجاوز الاعداد بالداخل عمل استراحات كثيرة للزائرين منع الازدحام دائما
كل هذه المراحل السابقه كانت مكلفه ماديا مع صعود اسعار الكمامات والمطهرات والادوات اللازمه وقد تحملها الساده المنظمين في سبيل هذه الصناعه المهمه للجميع
وفي خلال ال7 شهور الماضيه تم عمل 14 معرض دولي بأكثر من 200 الف زائر واكثر من 5 الاف شركه مشاركه في المعارض الدوليه وتستقبل مصر ختي شهر رمضان القادم 15 معرض دولي يتبع جميعهم نفس الاجراءات بلا توقف
ودعونا لا ننسي دور رئاسه الجمهوريه ووزارة الصحه ووزارة الصناعه والتجارة والغرف التجاريه والصناعيه وشعبه المعارض الدوليه ومركز مصر ومركز القاهرة وارض المعارض والاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدوليه والساده منظمي المعارض الذين تحملوا هذه المخاطرة والعبئ المادي الكبير للنهوض مرة اخري بهذه الصناعه وفي البدايه والنهايه كان التوفيق والستر من الله عز وجل لمصر وللجميع